18
Oct
2019
2

الحرية ١٤ – المجتمع العميق والتمرّد

الأصل في الانسان الحرية والتعاون والعدالة. الأصل في الانسان أن يعمل ويأخذ ما يحتاج اليه. الى أن جاء المكبوت.  الأنظمة الاجتماعية-السياسية التي تراكمت أو تعاقبت حوّلت الانسان الى غير ما فُطِرَ عليه. جعلت منه طبقات تعيش بعضها فوق بعض على حساب بعض. تقتطع فائض الانتاج بالإكراه والقسر. الطبقات المقاتلة التي بيدها السلاح احتلت المركز الأعلى وصار بإمكانها النهب والسلب. الطبقات الدنيا احيلت الى الفقر؛ صارت مداخيلها تكفي. بالأحرى تكاد تكفي تكاليف العيش والتناسل. وضعت التراتبية الاجتماعية طبقة فوق طبقة. من أجل الاستغلال، جنّدت الأساطير ثم الأديان لتبرير ذلك. صار سدنة الهيكل هم حراس الطبقة العليا والرؤى التي تؤدلج أفكارها وتحمي سيطرتها وتحولها من أساطير الى أديان سماوية وغير سماوية. السمة المشتركة بين جميع الأديان هو التعويض عن الخسارة. بعد أن خسر الله ما على الأرض، يستعيده في السماء. خسر الانسان بنظر الأديان على الأرض بسبب الخطيئة الأولى. الملامة تقع على الانسان. خطيئته الأولى هي أنه أكل التفاحة مخالفاً للأمر الإلهي. وصب اللوم على المرأة التي أغرت الذكر، فصار للمرأة المكان الثاني في التاريخ. لأنها تسببت بالخطيئة. صارت المرأة حوضاً للخطيئة الجنسية. في سوق العاهرات، تحتقر المرأة ببيع جسدها ولا يحتقر الرجل لأنه يشتري اللذة.

الثورة الزراعية التي حدثت منذ حوالي عشرة ألاف سنة، أدت الى فائض إنتاج يقتطعه المحارب الذي بيده السلاح. من بيده السلاح أنشأ السلطة. واخترع الله ونطق باسمه. وظّف رجال الدين للنطق باسمه.

بالقوة والإكراه تقتطع الفوائض الإنتاجية. بالقوة والإكراه يفرض على الانسان أيديولوجيا تعتبر حالة اللاحرية هي الطبيعية؛ خلقوا له طبيعة جديدة قائمة على الخضوع والاستسلام. على الانسان أن يستسلم مع الشعور بأنه لم يفقد شيئاً. لم يفقد روحه. هي محفوظة له في السماء، يستردها بعد الموت. اهتم رجال الدين كثيراً بالحياة بعد الموت. كان عليهم أن يقدموا للفلاح سيناريو الآخرة في الجنة كي يقبل الظلم الذي يصيبه على الأرض. القوة تُستعمل ضد من عصى وتمرّد. هو الشيطان وأتباعه. الثوار هم دائماً بغاة على السلطة. خارجون على القانون. أصابتهم لوثة، ويجب إعادتهم الى الصواب، وإلا كان مصيرهم القتل. تصير مخالفة السلطة الخطأ الأكبر. قامت الروح العسكرية على الانضباط والصمت والطاعة. لم يولد الانسان ليكون عبداً. ولدتهم أمهاتهم أحراراً. صار عبداً. النظام الاجتماعي أكّد على ذلك. الذي يرفض العبودية  يخرج من الايمان.  يُرمى خارج الدين. يستحق التأديب. يوقع عليه الحد. لا يستخدم الحد إلا عند اللزوم. لكن وجوده، أي الحد، فوق رؤوس العباد كافٍ لتأمين الانضباط لدى الجميع أو الأكثرية الساحقة. انتشر الفن والشعر في بلاط السادة كي يستعيد أو يتذكر الانسان حالته الأولى. ما كان حالته الأولى صار مستودعاً في السماء. فليكن عيشه بين الولادة والممات عذاباً وجحيماً. لكن ما فقده سوف يسترده في الآخرة. بعد الموت وعدوه بالجنة في السماء. لم يقولوا له أن الجحيم هو على الأرض. ما يحدث للانسان في حياته. المجتمع القديم هو الحالة الأولى التي نقلت الى السماء. على الأرض صار الإنسان طبيعة أخرى غاب عنها التعاون وأخلاق التعاون. الحياة على الأرض فيها قوانين يسنها أصحاب السلطة. يؤدلج لها رجال الدين، ورثة الأنبياء. أخلاق الأرض هي التنافس والصراع وما يجر ذلك إليه من كذب واحتيال وأنانية. ما كان ملكاً للجميع، مشاعاً للانسان، صار مقسماً الى أملاك فردية يغتصبها السادة ووكلاؤهم من رجال الدين. تدريجياً صار لرجال الدين مؤسسة فاقت ملكيتها ما للسادة المدنيين. هؤلاء أيضاً خسروا الرهان أو بعضه. الخاسر الأكبر هو الفلاح.

قالوا له، للفلاح، سوف تتحسن الأمور بالتكنولوجيا وابداعاتها. هي العزاء على الأرض. هي الخلاص، وان جزئياً، من جحيم الأرض. حولوا العامة الى سوق للاستهلاك. الابداعات التقنية تحولت الى أدوات بيد الرأسمالية، وهذه ملك حق الاستثمار والرقبة على ما في الأرض. أجور الفلاحين ثم العمال لا تكفي عيشهم. لكن الحاجات الجديدة التي ولّدتها التكنولوجيا (مثلاً الأيفون والسيارة) لا بد منها. استهلاكها يستدعي الديْن وبطاقات الائتمان. يشتريها الفقراء ويدفعون زيادة على سعرها فائدة الديْن التي استخدموه للشراء. المجتمع الرأسمالي قائم على الدين. وهذا كالمنشار يقتص ما يعتبره ثمن الاستثمار المستعار بالفائدة المفروضة على البيع والشراء. يقع الانسان العادي في أتون الاستهلاك. حاجاته المولودة أدت الى ذلك. ينطبق كل ذلك على كل ما لدى الانسان. هو ليس فقط ينتج القيمة ويتقاضى الأجر. الأجر كله مرهون. كله ديْن على صاحبه. الأجر لا يكفي لسداد الدين وفوائده. شبكة المال والائتمان، التسليف، الشراء ببطاقات الائتمان، ابداعات تقنية.  إبداعات شكلت شبكة حول الانسان لا فكاك منها. لا إمكانية للخروج منها. الديْن والدين صنوان لا يفترقان. واحد يخلق الطبيعة الجديدة للانسان، جحيم على الأرض، وآخر يبرر ذلك بايديولوجيا السماء. مع التقدم تزداد وتتفاقم العبودية للرأسمال. المال يخلق جحيما على الأرض ويترك الجنة للسماء. حياة ما بعد الموت لا تهمه. يهمه فقط اقتطاع الحد الأقصى من عمل الناس على الأرض، وتكديس الأرباح ومراكمة الثروات.

انحصر مجال الحرية. هي ما في النفس فقط. المجتمع تراتبي. مجال للعبودية واستلاب الحرية. إذا كان لا بدّ من الحديث عن مجتمع عميق فهو مجتمع الحرية الذي لم يعد موجوداً. ما هو موجود الحرية في النفس التي تتحفّز لصنع مجتمع آخر. مجتمع يعيد الجنة للأرض، ويسلب من السماء أوهامها. الأوهام التي بنيت حولها. أوهام جعل الدين لها روايات الخلق والخطيئة وضرورة العقاب على الأرض.

الثورات حالات تمرّد. تمرّد على الحياة الطبيعية المختلفة على هذه الأرض. ثورات على مجتمع التراتبية، وعلى سلطات سياسية عملها الأساسي هو حماية العبوديات المستحدثة. غير صحيح أن الثورات تنجح أو تفشل. هي تحدث وحسب. ليس للثورة برنامج لكي تُحاسب عليه. الثورة انفجار غضب. إعلان الجمهور أن الأحوال لم تعد تحتمل. على الحاكم أن يفتش عن حلول لا أن يعتبر نفسه طرفاً ضد الجمهور. طرفاً يقاتل الجمهور من أجل فرض السيطرة. البرنامج يأتي بعد أن يعلن الجمهور غضبه. على الحاكم أن يستجيب. أن يمارس السياسة وألا تكون نهايته بالتحالف مع الثورة المضادة. الثورة تراكم على ثورات. الإصلاح ما بعد الثورة تراكم على إصلاحات. سيرورة تاريخية فيها الثورات والإصلاحات. الطغاة الذين لا يتعلمون من التاريخ يختفون من التاريخ. يرميهم التاريخ في سلة المهملات. مهمة الحاكم أن يعرف شعبه وأن يعرف أسباب غضبه وسكينته، أسباب رفضه وخضوعه. وأن يعرف مكانته من شعبه. لكن الحاكم الطاغية يعرف فقط أنه سبب وجود شعبه، وهذا ما يعمي بصيرته.

مطالب الناس معروفة منذ فجر التاريخ. استعادة ما استلب منهم. التمتع بنتاج عملهم. أن تكون الدولة خادمة لهم لا سيدة عليهم. منذ نهاية زمن الصيد والجمع وكل ذلك مكبوت في صدور الناس. حتى أصبح ما يشكل المجتمع العميق هو ما لا يُسمح له بإظهاره. محو الاستغلال والاستلاب حق واجب على الجمهور. استراتيجية النظام الاجتماعي-الاقتصادي-السياسي منذ ذاك هي التعمية بايجاد تعقيدات تجعل الواقع مستتراً. وشبكة العلاقات الاجتماعية عصية على الخروج منها. يخرج منها الرأسمالي بماله. يبتعد عن العشيرة والقبيلة والوطن والدولة وكل ما يربطه بالأرض. يصير هو الانسان العالمي. يستطيع العيش في أي مكان في العالم. لكنه يستغل الشبكة التي أنشأها وأودعها في بلاده. وترك الناس أسرى تلك الشبكة. العلاقات الأولية من العائلة الى العشيرة الى الوطن الى الأمة الى الدولة تصير عبئاً على الناس. عرف كيف ينسجها السادة في شبكة تعمية. كانت مجالاً للحرية في المجتمع البدائي، فصارت عبئاً، وسيلة للاستغلال مع تطوّر الأنظمة الاجتماعية، خاصة في الزمن الرأسمالي. لم تعد العلاقات الأولية وسيلة للتعاون. صارت وسائل للاستغلال والقسر والإكراه. لا تدمرها الحداثة (الرأسمالية) بل تدمر آليات عملها القديمة وتحتفظ بها مع مضامين جديدة لتأبيد (تأبيد وليس تأييد) نمط الإنتاج الرأسمالي. يخلق النظام الرأسمالي الذاكرة التاريخية؛ يحاول السذّج من الثوار القول أن هذا هو التراث، أو بمعنى آخر التاريخ. ما لم يعد موجوداً يصير قاعدة لهؤلاء.  يسير الناس وراء أوهامهم وتصوراتهم. ولا أمتع من الأوهام عند السادة. هم يعيشون حياة واقعية تعتمد الأستلاب والاستغلال والنهب والسرقة. الناس يعيشون على الأوهام والذاكرة وما لم يعد موجودا من المجتمع، سواء كان ذلك الأعراف أو الدين. تنشأ أعراف جديدة تذكّر بالماضي ولا تستعيده. لا تستطيع استعادته. يذكّر الدين بالماضي. يرفعه الى مستوى السلف الصالح. صدى لعبادة الأباء في المجتمعات الوثنية. وهذا السلف لا يمكن استعادته. يسر السادة أن الجمهور يسير وراء أوهامه. يناضل من أجلها. المهم أن لا يناضل من أجل حقوقه، وأن لا يسعى وراء المشترك الانساني. هذا الذي كان ركيزة المجتمع البدائي. وكان مجال الحرية. ما كان عبئاً منتجاً صار عبئاً يفيد السادة في سرقة الإنتاج وسلب الروح. تراث بلا روح. تراث متصلّب متجلّد. يقطعه السادة إرباً ويعيدونه مشتتاً الى جمهور يقتاته ويظن أنه استمرار لما سبق. الثورة هي عندما ينفجر الناس ضد الطاغية. يكتشفون أن ما سبق هو أشلاء لا يفيد إلا لتسميم الفكر والعقل. يمارس العامة الدبكة الشعبية. لا يجيدها السادة وأبناء السادة. يتفرجون على الأشباح وهي تمارس تراثها. ولا يعرف أبناء الناس أنهم يقدمون عرضاً أمام السادة. يستسلمون لهم يطيعونهم.

الحرية ثورة على الذات أولاً، ثورة على السلف الصالح وعلى العادات المستحبة، ثورة على العقل الذي لم بفهم الحداثة والرأسمالية، ولم يعرف أنهما استغلال واستلاب. يستعيد الناس ذاتهم الحقيقة برفض ذاتهم التراثية، برفضهم رواية التاريخ. تاريخ السياسة والاستغلال وكأنه الأمر الطبيعي، وكأن الرأسمالية أساس التطوّر البشري أو هي الطبيعة البشرية. في الهند طوروا التراتبية الاجتماعية (الطبقية) الى طبقات مغلقة كي يكون لكل واحد من أبناء الناس مكانه  في مجتمع الفقر. ولا يسيتطيع مغادرته إلا إذا خالف العرف والدين.

المجتمع العميق هو مجتمع الحرية المكبوت. مجتمع التعاون لا التنافس. مجتمع الضمير والأخلاق. مجتمع العدالة في التوزيع: لكل ما يحتاجه؛ يستهلك الإنسان نتاج عمله أو ما يقابله. ليست الحرية عودة الى مجتمع لم يعد موجوداً. ولا يمكن أن يكون موجوداً. هي تحقيق مبادىء المجتمع العميق في دولة حديثة.  وهذه لا تتحقق إلا بمشاركة من نوع جديد. الناس شركاء في الكلأ والماء والنار  (قديماً). لكنهم سيبقون شركاء في كل شيء ينتجونه. ولا يملك البورجوازيون إلا ما أنتجه الناس بقوة عملهم. النزاع ضد السادة ليس بين قديم وحديث، بل بين حديث استلابي وحديث ينشد المساواة في استهلاك الإنتاج، وفي توزيع الإنتاج حسب قوة العمل وحسب الحاجات المتساوية للجميع.

المجتمع العميق هو المشترك الانساني القديم. هو ما دون العلاقات الأولية كالقرابة والاثنية والقبيلة ثم القومية والطائفية التي انبعثت من ذلك. هو المجتمع الذي تأسس على الأخلاق الأولية وعلى التعاون البشري. الأخلاق الأولية أقدم من الدين والأخلاق التي بشر بها والتي عزاها الى كائن علوي متسامح، وأخرجها من الضمير الإنساني وجعلها طاعة لما هو فوق الانسان. التعاون هو الشكل الأقدم للعلاقات الاجتماعية. لم يكن بإمكان الانسان الأولي إلا أن يستهلك ما يجد ويوزع ما يفيض عن حاجته، أو يوزع هو والآخرين ما يحتاجونه. مجتمع ربما كان خيالياً، أو ربما صار خيالياً؛ وهما جميلاً. لكن لا معنى للأخلاق إذا انتزعت من الانسان واستلبت منه لتصير أتباع تعاليم المتسامي ومن ينوب عنه على الأرض.

إن استلاب الانسان روحياً ومادياً هو النتجية الحتمية للنظام الاجتماعي التراتبي القائم على الطبقات. استلاب أدى الى تراكم الثروات بيد أقل من 1% من البشر وعيش دون حد الفقر لنصف البشرية. هو استلاب يشمل الطبيعة وإمكانات العيش فيها. استلاب يشكل خطراً على مصير الانسان. هناك أزمات في صلب الرأسمالية والأزمة الكبرى هي في كيفية النضال ضدها؛ النضال من أجل العدالة الاجتماعية. لا نجرؤ على القول أن تغيير طبيعة الرأسمال واضمحلال قيمة الرأسمال الإنتاجي مقابل الرأسمال المالي، ثم إزاحة الكثير من الإنتاج الصناعي الى دول العالم الثالث، مع ارتفاع حصة بلدان المركز الرأسمالي من الإنتاج الزراعي، كل ذلك وغيره يجعل العدة المعرفية للنظام العالمي قاصرة، كذلك عدة النضال.

إن تراجع النضال العمالي وصعود الشعبوية ومختلف أنواع الفاشية لدى الشعوب يبعث على التشاؤم. إن اتجاه أكثرية الفقراء الى الشعبوية بأشكالها الإثنية والقومية والطائفية وغيرها من الحركات المحلية لن يكون مجدياً في إنشاء حركة أممية كالنيوليبرالية التي تمثّل الليبرالية وأممية المال وأصحابه. إن الحركات المحلية ذات الطابع الطائفي والقومي والأصولي هي من جملة القوى التي تشكّل عدة شغل عند الأممية النيوليبرالية. إن الهجوم على الدولة هو هجوم على الدولة في بلدان العالم الثالث. تريد النيوليبرالية أن يبقى العالم مسرحاً لعملياتها وأن تكون دول العالم الثالث لا أمما-دولاً بل دولاً شبه فاشلة. أدوات منخرطة في تقسيم العمل حيث صناعات مختارة، ذات مردود عالٍ، تبقى في العام الأول في المركز، والأعمال التي يمكن تنفيذها عن طريق قوى عاملة ذات أجور رخيصة تُنقل الى الأطراف. ما يحصل هو تصنيع الأطراف، لكنه تصنيع تملكه وتديره الشركات الكبرى في المركز الرأسمالي. أزيح القمع الى بلدان العالم الثالث كي تبقى الديمقراطية في المركز “نظيفة” قادرة على التبشير بحقوق الانسان، وقادرة على تقديم الذرائع للمركز كي يعاقب (قوانين العقوبات) دول العالم الثالث بعشوائية غير مسبوقة. لم يعد القانون الدولي، أو ما يسمى كذلك، هو أداة من أجل المساواة بقدر ما هو أداة لبسط سيطرة المركز على الأطراف. لم يعد الخارجون على القانون مجرد أفراد، بل مجتمعات بكاملها تخضع للعقوبات وقوانينها.  على هذه الدول أن تنفذ ما تطلبه القوى الامبريالية المهيمنة، وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور.

حتى الإرهاب صار مختصاً بالأطراف. الحرب على الإرهاب هي في حقيقتها حرب على الفقراء، سواء كانوا دولاً، أو جماعات أو أدياناً برمتها، أو مناطق بكاملها. أحد المراكز التي تشن فيها هذه الحرب بكل وحشية وصفاقة هي المنطقة العربية، مما بات يهدد العروبة بالانقراض.

أن تفاصيل الحروب التي تشن في المنطقة العربية، وعلى هذه المنطقة، تبعث على الدوار وما ينتج عنه من ضياع كامل خاصة على مستوى الرؤية والتحليل وفهم ما يجري. والبقية تتبع…